/ الفَائِدَةُ : (14) /

05/06/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / ضرورة إِحاطة الباحث والْمُسْتَنْبِط بعلوم مُتعدِّدة / يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ المدارس الْمَعْرِفِيَّة كثيرة ومُتعدِّدة ؛ فإِذا أَراد الباحث أَو الْمُسْتَنْبِط اِسْتِقْصَاء بحثاً معرفيّاً ـ كالبحث الفلسفي ـ فلا يَظْنُنَّ أَنَّ إتقانه لتَخَصُّصه ـ كتَخَصُّص عِلْم الفلسفة ـ يكفي لإشباع بحثه ؛ إِذ كم من المباحث الْمَعْرِفِيَّة في التفسير والحديث ـ مثلاً ـ لم يَشُمَّ رائحتها الفلاسفة وغيرهم ، وكم من المباحث عند العرفاء لم يتطرَّق لها الفلاسفة ، بل والمفسرون رغم تطرُّق كلمات الوحي إِلَيْهَا. وبالجملة : لا يكفي لباحث أَو مُسْتَنْبِط أَن يتقن لُغَةً من لُغَات المدارس الْمَعْرِفِيَّة ويغفل أَو يتناسى أَو يقصي لُغَةً أو لُغَات أُخرى . وهذا ما تُشير إِلَيْه بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « أعلم النَّاس مَنْ جَمَعَ عِلْم النَّاس إلى عِلْمه ، وأكثر النَّاس قيمة أكثرهم عِلْماً ، وأقل النَّاس قيمة أقلهم عِلْماً » (1) . 2 ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ؛ فإِنَّه سُئل : « مَنْ أعلم النَّاس ؟ قال : مَنْ جَمَعَ عِلْم النَّاس إلى عِلْمه » (2) . ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة . وبالجملة : أَنَّ حقيقة البحث المقارن يُوسِّع أُفق الإِنسان وإِدراكاته. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الانوار ، 1 : 163 ـ 164 / ح1 . (2) المصدر نفسه ، 2 : 97/ ح43